أكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أهمية وحدة الأمة الإسلامية بشتى مذاهبها، مطالبا في هذا الشأن بوجوب احترام أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) وعدم الطعن فيهم والكف عن أي محاولة للتبشير المذهبي، داعيا إيران إلى معاقبة وكالة أنباء "مهر" الإيرانية لإساءتها للعلامة الشيخ يوسف القرضاوي.
جاء ذلك في البيان الختامي الذي تم التوافق عليه في اجتماع مجلس أمناء الاتحاد الذي عقد يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في الدوحة وصدر رسميا اليوم الخميس.
وبحسب مراسل إسلام أون لاين.نت، فإن الصيغة التوافقية التي خرج بها الاجتماع من خلال النقاط التي تضمنها بيانه الختامي عكست تبنياً لوجهة نظر د. القرضاوي ولبت عمليا كل ما طالب به، سواء ما يتعلق بالتصدي "للمد الشيعي في المجتمعات السنية"، أو بالتوقف عن الإساءات التي تصدر من جهات شيعية لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
كما عكس البيان، بحسب المصادر نفسها، تأكيدا ضمنيا لموقف جمهور علماء الشيعة بأن المصحف الذي يتم تداوله بين الشيعة غير محرف.
وأوضح البيان أنه بعد الاطلاع على التصريحات المنسوبة للدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد بشأن الملف السني الشيعي وتوضيح د. القرضاوي بأن تصريحاته هذه جاءت "انطلاقا من مسئوليته الشرعية في تنبيه الأمة إلى ما يحدث من مساعٍ تؤدي إلى إحياء الفتن المذهبية متمثلة في التبشير المنظم بغير المذهب السائد"، قرر مجلس أمناء الاتحاد التأكيد على عدة نقاط.
وفي مقدمة هذه النقاط، بحسب البيان، "التأكيد على وحدة الأمة الإسلامية بشتى مذاهبها وإجماعها على المرجعية العليا للقرآن" الذي تولى الله "حفظه من أي تحريف أو إضافة أو نقصان"، وكذلك إجماع الأمة على "السنة النبوية المطهرة".
لا للطعن في الصحابة
كما أكد البيان أيضا ما سبق أن توصل إليه "علماء ومرجعيات من جميع المذاهب الإسلامية من السنة والشيعة" بشأن "وجوب احترام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين وتحريم الطعن فيهم"، وطالب بضرورة "الكف عن أي محاولة منظمة أو مدعومة للتبشير بالمذهب غير السائد في المناطق التي يسود فيها المذهب الآخر".كما شدد البيان على "حرمة دم المسلم وعدم جواز الاقتتال على أساس مذهبي أو طائفي" و"احترام حقوق الأقليات المذهبية" في الدول الإسلامية.
وفي السياق نفسه، قرر المجلس "تشكيل لجنة متخصصة" تقوم بـ"الرصد الميداني حول جميع النشاطات والأعمال المذهبية في البلاد الإسلامية الضارة بوحدة الأمة" لوضع خطة عملية تعالج الوضع القائم باتجاه المحافظة على وحدة الأمة".
مطالب من إيران والإعلام
وطالب بيان مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إيران بـ"تحمل مسئوليتها الشرعية في وأد الفتنة المذهبية وإطفاء نارها، وذلك باتخاذ التدابير اللازمة لمعاقبة وكالة أنباء مهر" لإساءتها لفضيلة الشيخ القرضاوي.
وعبر مجلس أمناء الاتحاد في هذا الشأن عن تقديره لما بلغ بشأن فصل الكاتب المسئول عن إساءة وكالة مهر الإيرانية، داعيا في الوقت نفسه إلى "الاعتذار لسماحة الشيخ القرضاوي تقديرا لمكانته العالية".
وأدان الاتحاد "أشد الإدانة الإساءة إلى رمز كبير من رموز الأمة سماحة العلامة الإمام يوسف القرضاوي بالافتراء عليه ومحاولة تشويه تاريخ المشرف وأمانته العلمية وجهاده المتصل في دعم القضايا الإسلامية والدفاع عن وحدة الأمة"، ودعوته إلى "الوسطية التي أصبح رمزا لها"، كما أدان "الإساءة إلى أي من علماء الأمة ورموزها".
وفي الإطار نفسه، ناشد البيان وسائل الإعلام المختلفة أن "تلتزم بالأطر الشرعية والمهنية والأخلاقية في أداء رسالتها، بعيدا عن أساليب الإثارة التي تُسهم في تعكير الأجواء وسوء الفهم والتأويل"، كما استنكر "الدور التي تقوم به بعض الفضائيات ومواقع الإنترنت في إذكاء نار الطائفية".
قضايا أخرى
من جهة أخرى، وفي الشأن الفلسطيني، ناشد الاتحاد الأمة القيام بواجبها لتحرير فلسطين والمسجد لأقصى، كما دعا الفصائل مجددا إلى الوحدة على قاعدة المقاومة ضد الاحتلال.
وبشأن الأزمة الاقتصادية العالمية رأى الاتحاد العالمي أن السبب الرئيسي للأزمة يتمثل في "إبعاد الضوابط الدينية والأخلاقية عن أوجه النشاط الاقتصادي".
وأكد الاتحاد أيضا أن ظاهرة الخوف من الإسلام المنتشرة في الغرب "نتيجة لنشاط اليمين المتطرف، وليس لها أي أساس واقعي من حقائق الإسلام".
وعبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيانه الختامي عن إدانته لمحاولة مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية تقديم الرئيس السوداني عمر البشير للمحاكمة بـ"تهم مزعومة لا دليل عليها"، وكذلك عن رفضه لما يتعرض له الشعب العراقي من ضغوط لفرض "اتفاقية أمنية جائرة عليه تمس سيادته".
وندد الاتحاد أيضا بـ"القصف العشوائي" الأمريكي المتكرر للمناطق الباكستانية بزعم مكافحة الإرهاب، وأوصى الدول الإسلامية بالاعتراف باستقلال كوسوفا.