جدل حول منع الخمار في صور وثائق الهوية البيومترية

ألزم وزير الداخلية والجماعات المحليّة، يزيد زرهوني، جميع المسؤولين على عملية استحداث جوازات السفر وبطاقات التعريف الوطنية البيومترية الإلكترونية بالحرص على تطبيق الإجراءات الجديدة والمراقبة الصارمة للملفات التي ترتكز على أخذ البصمات والإمضاءات الإلكترونية والصور الفوتوغرافية الرقمية التي ركّز زرهوني على أنّه يجب أن تكون محدّدة الملامح لتسهيل عملية التعرّف الأوتوماتيكي، ملمّحا إلى منع الخمار أثناء أخذ الصورة.
أنهى أمس، وزير الداخلية، الاجتماع الجهوي الخاصّ بعملية استحداث جوازات السفر وبطاقات التعريف الوطنية البيومترية الإلكترونية التي تهدف إلى استبدال 5 مليون جواز سفر و25 مليون بطاقة تعريف متداولة حاليا من خلال استحداث مليون جواز سفر بيومتري و5 مليون بطاقة تعريف سنويا ابتداء من الأحد المقبل، حيث عقد زرهوني صباح أمس، اجتماعا مغلقا تعلّق بالنقاش حول العملية مع كلّ من ولاة 15 ولاية من الغرب ورؤساء الدوائر والمسؤولين على مصالح إصدار جوازات السفر وبطاقات التعريف الوطنية وقيادات بالأمن والدرك، على غرار قائد جهاز الدرك اللواء بوسطيلة والمدير العام للأمن الوطني بالنيابة المستخلف للفقيد علي تونسي، إضافة إلى إطارات أخرى، مع الإشارة إلى أنّ زرهوني أكّد زوال أوّل أمس، في عرضه لمختلف الإجراءات التقنية، على ضرورة الحرص على المراقبة الصارمة لمختلف الملفات المودعة والتي ستحوّل إلى المركز عن طريق الأنترنيت المؤمنّة ذات التدفّق العالي لتجنّب أيّ اختراق، إذ سيتّم العمل بنظام المعالجة الآلية للبصمات "أفيس" وكذا التوقيعات الإلكترونية والصور الفوتوغرافية الرقمية، قائلا: "يجب أن تظهر جميع ملامح الوجه حتّى يسهل التعرّف عليها أوتوماتيكيا"، وفيما أضاف زرهوني بأنّه سيتّم التوضيح في هذه النقطة بالذات لاحقا، رجّحت عدّة أطراف أنّه سيتّم منع استعمال الخمار في صور بطاقات التعريف وجوازات السفر، كما أنّ العرض الذي قدّمه وزير الداخلية والذي تضمّن نموذجا عن أحد الجوازات الخاصّ بإمرأة "كانت صورتها من غير خمار"، مع الإشارة إلى أنّ هذه القضيّة أثارت جدلا واسعا على مستوى مختلف الولايات التي منعت صور الخمار بوثائق الهويّة، فيما مضى، وأبدى زرهوني اهتماما أكبر بجوازات السفر البيومترية "التي سيحوز عليها القصّر كذلك إجباريا" والتي سيكون إيداع ملفاتها عن طريق أخذ موعد سابق، وبناء على مطالب المنظّمة الدولية للطيران المدني، فقد حدّد العملية بآجال 25 نوفمبر 2015، كما تدخل هذه الإجراءات في إطار محاربة الإرهاب والجريمة بمختلف أنواعها وعصرنة الإدارة. زيارة زرهوني كانت الأطول إلى وهران بعد غيابه أكثر من سنة، إذ أفادت مصادر مؤكّدة أنّه حلّ إلى عاصمة الغرب منذ الخميس الفارط، وعاين وسط إجراءات أمنية مشدّدة المرافق التي ستحتضن الندوة الدولية الـ 16 للغاز المميّع التي ستنعقد يوم 18 أفريل المقبل، منها مركز عقد الاتفاقيات الذي أكّد شكيب خليل خلال تفقّده للمشروع في نفس اليوم، بأنّه سيتّم تسليمه قبل 10 أفريل، أمّا عن فحوى الاجتماع المغلق الذي عقده زرهوني والذي قال بأنّه يخّص طرح استفسارات حول العملية الجديدة، فقد ذهبت عدّة أطراف إلى ترجيح توسيع دائرة النقاش حول الاستعدادات الأمنية لاحتضان أكبر حدث اقتصادي ستعرفه الجزائر بحضور 3400 شخصية عالمية.


الشروق اليومي