فيما لو لم يبادر الاتحاد العربي لكرة القدم بطرح مبادرة حلول بين الجزائر ومصر في اجتماعاته التي تبدأ اليوم بجدة ولمدة يومين، لقلنا ماذا يفعل، ولكنه الآن يبادر فيما لم يشر إلى ذلك من يتساءلون دوماً، لا أقول ذلك من باب الإشادة ولا من باب التقليل أيضا ولكننا تعودنا أن نردد أن لا عمل في الاتحاد العربي، فيما نغفل ما قد يكون إيجابيا، كنت قلت قبل فترة إن وزراء العرب في الرياضة لا يبادرون في حل أزمة عربية وأخرى، ها أنا أشير إلى (مبادرة) أعتقد أن السعودية دوما تفعلها مع كافة الأشقاء العرب، ليس تركيزا على الدور السعودي فحسب، بل دعوة لأن نواصل فعل ما يمكن فعله للرياضة العربية، بعيدا عن كل ما يعيق تقدمها، بعيدا عن تلك النوايا غير الحسنة، بالضرورة أن نشير إلى مبادرة رئيس الاتحاد العربي في هذا الصدد، بل أن نتذكر كافة إنجازات الاتحاد العربي التي أفردت عنها "الرياضية" الصحيفة العديد من الصفحات، تلك التي تشير إلى واقع عملي يجب أن يحظى باهتمام وتقدير الجميع.
ـ قرأت آراء العديد من رؤساء الاتحادات الوطنية العربية، وهم يؤكدون ما قام بفعله الاتحاد العربي تجاه الرياضة العربية وشعرت بكون ما ذهبت إليه خلال اجتماع الوزراء في لبنان بات واقعا، وهم يتكتلون لصالح الفعل الإيجابي والآخر، ويذهبون إلى ضرورة العمل أكثر من الكلام، وهذا ما يرجوه المواطن العربي الذي يهتم بالرياضة أكثر من أي محال آخر، ما يعني ألا يتشدد الطرف الجزائري لموقفه، ولا أن يتعنت الجانب المصري، طالما أن الأمر يصب في منحى لا ضرر ولا ضرار، ويدعم مسيرة الفعل الرياضي العربي نحو الإيجاب بعيدا عن التشنجات، بعيدا عن حسابات الفوز والخسارة، بعيدا عن بعض الاحتقانات الجماهيرية تلك التي كادت أن تضع الفأس في الرأس.
ـ على الجانبين المصري والجزائري القبول بحلول واقتراحات المبادرة الرياضية العربية تلك التي أشار إليها رئيس الاتحاد العربي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز، كونها ستقلص العديد من الهوات التي قد تعطل مسيرة العمل الرياضي العربي.
ـ على الجانبين نبذ أحقاد الكرة تلك التي بدأت باحتقانات مشجعين وانتهت بتحطيم ممتلكات أدت إلى تضرر الطرفين اقتصاديا فيما بين بلد عربي وآخر.
ـ على الجانبين أن يقفا مع الوعي وليس مع التخلف، وأن تكون ردود الأفعال تجاه المبادرة إيجابية، وبالتالي القبول وتقديم اليد للأخرى، بعيدا عن الأنفة والكبرياء الذي لم ولن يقدم للرياضة العربية سوى المزيد من النزيف ذلك الذي جعلها لا تؤهل لكأس العالم سوى منتخب واحد، فيما أنفقت ملايين الدولارات.
ـ أعتقد أن المبادرة أتت في وقت مناسب لترتب البيت العربي من الداخل، وتعيد الأمور إلى مساراتها الصحيحة، نحو مرحلة جديدة يتزعمها الاتحاد العربي ذلك الذي قلنا عنه لم ينجز فيما لم نكن دقيقين في رصد أرقامه، أو لكوننا ننظر للأمر من زاوية مصالح أحادية على حساب تلك الجماعية التي كان يجب أن تكون مستهدفنا العملي وبالتالي محور إنتاجنا.
ـ أتمنى ألا نرى أي تشدد من الجانبين، وأن يكون الأمر بمثابة أن الحدث انتهى وولى دون رجعة، ما يعني أن (الكلام في الفايت نقصان في العقل)، كون الأمر ذهب برمته إلى كتب التاريخ، وإلى أن ما حدث كان لا يمثل الصورة الحقيقية للرياضي العربي، ولا لأخلاقه، ولا لكونه مواطنا يحب ولا يكره، ولا يحطم ممتلكات الآخرين وإن دفعتنا (ثلة) من شبابنا إلى ذلك تحت تأثير من أشعلوا الفتيل، ولعل وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أشار إلى ذلك في مجمل تصريحاته المتفرقة عما حدث بين المنتخبين فالبلدين المصري والجزائري.
ـ يجب أن تستثمر المبادرة السعودية، وأن تحسب للاتحاد العربي، وأجندة أعماله، وأن تدعم كافة الأطراف هذا الفعل الحضاري، الذي سيؤثر بشكل مباشر في عزل الرياضة عن التسييس، وعن كونها أصبحت أداة من أدوات من يسعون لتحقيق مصالح شخصية فيما الواقع العربي لا يحتمل أكثر مما يحدث له، لاسيما والرياضة تشكل رقما صعبا في معادلته السكانية، وفي اقتصادياته، وفي كونه يجب أن يقدم نفسه للآخر بشكل أكثر تحضرا عما حدث.
ـ بادرة تثمن للاتحاد العربي ممثلا في رئيسه الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز، ولا أنسى الدور الكبير الذي يقوم به الأمير نواف بن فيصل بن فهد في دعم الواقع العربي الرياضي نحو الأفضل إضافة إلى وزراء الرياضة العرب الذين نتمنى أن يواصلوا حراكهم لدعم الاتحاد وأن يكونوا شركاء حقيقيين في تطويره كما يبادرون الآن، وفق ما قرأت من آراء تدعو للتفاؤل بعمل رياضي عربي كبير في المستقبل.. إلى اللقاء.